* (آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (40) إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز (41) لا يأنيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (42) ما يقال) * * والقول الثاني: أن من يلقى في النار هو أبو جهل، ومن يأتي آمنا هو حمزة بن عبد المطلب.
والقول الثالث: أن من يلقى في النار هو كل كافر، والذي يأتي آمنا هو الرسول. ويقال: كل مؤمن قد أمن من الخلود في النار. ويقال: من يلقى في النار هم الذين يبغضون آل النبي، ومن يأتي آمنا هم الذين يحبونهم، وقيل: هذا في الصحابة. والله أعلم.
وقوله: * (اعملوا ما شئتم) هذا على طريق التهديد والوعيد. ومعناه: اعملوا ما شئتم فستقدمون عليه.
وقوله: * (إنه بما تعملون بصير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) أي: بالقرآن، وفيه حذف، والمحذوف، سيجازون على ذلك.
وقوله: * (وأنه لكتاب عزيز) أي: كريم على الله. ويقال: كتاب أعزه الله.
وقوله: * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فيه قولان: أحدهما: لا يأتيه التكذيب من الكتب المتقدمة، ولا يأتيه من بعده كتاب ينسخه ويرفعه، والقول الثاني: أن الباطل هو إبليس عليه اللعنة، ومعناه: أنه لا يأتيه بزيادة ولا نقصان أي: لا سلطان له عليه بواحدة منهما.
وقوله: * (تنزيل من حكيم حميد) أي: حكيم في فعله، محمود في قوله.
قوله تعالى: * (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) هذا على طريق التعزية والتسلية للنبي، فإن الكفار كانوا يقولون: إنه كافر وساحر وشاعر ومجنون، فقال