تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٥٨
* (سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (45) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد (46) إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي) * * وقوله: * (لقضي بينهم) أي: لعجل لهم العذاب.
وقوله: * (وإنهم لفي شك منه مريب) أي: مرتاب.
وقوله: * (من عمل صالحا فلنفسه) أي: نفع ذلك عائد إلى نفسه.
وقوله: * (ومن أساء فعليها) أي: وبال ذلك راجع إليه.
وقوله: * (وما ربك بظلام للعبيد) لأن ما يفعله يكون عدلا، ولا يكون ظلما. ويقال: معنى قوله: * (وما ربك بظلام للعبيد) أي: لا يعاقب أحدا من غير جرم.
قوله تعالى: * (إليه يرد علم الساعة) معناه: إلى الله برد علم الساعة، وهذا على العموم، فإن كل من سئل عن الساعة يقول: الله أعلم.
وقوله: * (وما تخرج من ثمرة من أكمامها) أي: من أوعيتها وغلفها، والكم: غلافها، ويقال: هو جف الطلع.
وقوله: * (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعمله) أي: يعلم مدة الحمل، ويعلم وقت وضعه.
وقوله: * (ويوم يناديهم) يعني: ينادي الكفار * (أين شركائ) على زعمكم؟
وفي التفسير: أن الله تعالى يقول: أين الملوك؟ أين الجبابرة؟ أين الآلهة؟ أنا الرب، لا رب غيري، أنا الله، لا إله غيري، أنا الملك، لا ملك غيري.
وقوله: * (قالوا آنذاك) أي: أعلمناك، ومنه أخذ الأذن والأذان والمؤذن. وهذا من قول الآلهة.
قال الفراء وغيره: ومعناه: أن الآلهة تقول: آذناك أي: أعلمناك يا رب تكذيبهم وكفرهم * (ما منا من شهيد) أي: ليس منا أحد يشهد أن قولهم حق، وزعمهم صحيح.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»