* (عليه توكلت وإليه أنيب (10) فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11) له مقاليد) * * وقوله: * (ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) أي: به وثقت، وإليه أرجع في أموري.
قوله تعالى: * (فاطر السماوات والأرض) أي: خالق السماوات والأرض.
قوله: * (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) أي: النساء، وقيل: ' من أنفسكم أزواجا ' أي: أصنافا، ذكورا، وإناثا.
وقوله: * (ومن الأنعام أزواجا) أي: أصنافا ذكورا وإناثا.
وقوله: * (يذرؤكم فيه) قال الفراء: أي: يكثركم به، وقال مجاهد: نسلا من بعد نسل من الناس والبهائم إلى قيام الساعة. وفي الآية قول آخر: وهو أن معنى قوله: * (يذرؤكم فيه) أي: يخلقكم في هذا الوجه الذي ذكره.
وقوله: * (ليس كمثله شيء) قال ثعلب: ليس كهو شيء، وزعم كثير من النحويين أن الكاف هاهنا زائدة، ومعناه: ليس مثله شيء، وزعم بعضهم: أن لغة تهامة أنهم يقولون: أنا كمثلك أو أنت كمثلي أي: أنت مثلي وأنا مثلك. وقال أهل المعاني: ولا يستقيم قول من يقول: ليس كمثله شيء أي: ليس كمثله مثل؛ لأن في هذا (إثبات) المثل، والله تعالى لا يوصف بالمثل، جل وتعالى عن ذلك.
وقوله تعالى: * (وهو السميع البصير) ظاهر المعنى، وأنشدوا على القول الأول:
(سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم * ما إن كمثلهم في الناس من أحد) قوله تعالى: * (له مقاليد السماوات والأرض) في المقاليد قولان: أحدهما: أنها فارسية، وهي الأكاليد واحدها إكليد. والقول الثاني: وهو الأصح أنها عربية، قال الشاعر في المقاليد: