* (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (36) ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم) * * قوله تعالى: * (وما يلقاها إلا الذين صبروا) أي: وما يؤتى هذه الخصلة، وهي دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا أي: صبروا على أوامر الله.
وقوله: * (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) أي: ذو نصيب وافر من الدين. ويقال: وما يلقاها أي: وما يؤتى الجنة إلا ذو حظ عظيم أي: نصيب وافر. وقيل: ذو جد عظيم، والجد هو البخت.
قوله تعالى: * (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) أي: غضب. وفي بعض الأخبار: أن الغضب جمرة في الإنسان يوقد فيها الشيطان. ويقال: نزغ أي: (وسوسة).
وقوله: * (فاستعذ بالله) أي: اعتصم بالله. وقد روينا أن النبي كان يقول: ' أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه '.
وقوله: * (أنه هو السميع لعليم) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) فالآية في الليل والنهار في زيادتها ونقصانها، والآية في الشمس والقمر في دورانهما على حساب معلوم.
وقوله: * (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) قال عكرمة: الشمس مثل الدنيا وثلثها، والقمر مثل الدنيا مرة واحدة. وعن بعضهم قال: الشمس طولها ثمانون فرسخا، وعرضها ستون فرسخا، والله أعلم.
وقوله: * (واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) أي: توحدون.
قوله تعالى: * (فإن استكبروا) أي: تكبروا.