* (توعدون (30) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا قوله: * (نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ومعنى الولاية: هو الحفظ والنصرة والمعونة.
وقوله: * (في الحياة الدنيا) أي: عند الموت.
* (وفي الآخرة) أي: بعد البعث.
وقوله: * (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) أي: تلذه أنفسكم. ويقال: ما يخطر على قلوبكم.
وقوله: * (ولكم فيها ما تدعون) أي: تتمنون، تقول العرب: ادع على ما شئت أي: تمن على ما شئت.
ويقال (ولكم فيها ما تدعون) أي ما ادعيت أنه لك فهو لك.
وقوله: * (نزلا من غفور رحيم) أي: عطاء من غفور رحيم. ومنه نزل الضيف. أي: عطاؤه. ويقال: منا.
* (من غفور رحيم) والغفور الساتر، والرحيم العطوف.
قوله تعالى: * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) قال ابن عباس: من دعا إلى الله هو الرسول. وحكى عن ابن عباس أنه قال: ' دعا إلى الله ' عام في كل من يدعو إلى الله. وعن مجاهد أنه قال: الآية في المؤذنين. وحكى هذا القول عن عائشة رضي الله عنها وقد ضعف بعضهم هذا القول؛ لأن السورة مكية، والأذان كان بعد الهجرة إلى المدينة.
وقوله: * (وعمل صالحا) أي: عمل بينه وبين ربه. ويقال: عمل صالحا بأداء الفرائض، وقيل: عمل صالحا بإخلاص الدعوة والعمل.