* (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن) * * بزوجها ولدا ليس منه. وقيل معناه: أن تلتقط ولدا، وتقول لزوجها: هذا ولدي منك. ومن حمل على هذا قال: هذا أولى، لأن الله تعالى قال: * (ولا يزنين) فقد تضمن اليمين عن الزنا اليمين على المعنى الأول، فلا بد لهذا من معنى آخر.
وقوله: * (يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) قال ذلك؛ لأن الولد إذا سقط من المرأة سقط بين يديها ورجليها. وقيل: لأن الثدي بين يدين، والفرج بين الرجلين، والمرأة تضع وترضع. وقيل: إن ذكر اليدين والرجلين على طريق التأكيد، مثل قوله تعالى: * (ذلك بما [قدمت] أيديكم) يعني: بما كسبتم، وذكر الأيدي على طريق التأكيد، فلما قال النبي: ' ولا تعصينني في معروف ' قالت هند: ما جئناك لنعصيك. وروي أنها قالت: إنك لتأمر بمكارم الأخلاق '.
وأما المعروف ففيه قولان: أحدهما: أنه جميع الطاعات، والآخر: أنه النياحة وما يفعله النساء على الموتى من شق الجيوب، وخمش الوجوه، وقطع الشعور، وما أشبه ذلك. وهذا القول هو الأشهر، وقد روته أم عطية مسندا إلى النبي فسر بالنياحة. وفي بعض الروايات: ' ما وفت بذلك امرأة إلا أم عطية '. وروى أبو عيسى الترمذي في جامعه برواية شهر ابن حوشب عن أم سلمة الأنصارية أن امرأة من النسوة قالت: ' ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: ' لا تنحن ' فقالت: يا رسول الله، إن بني فلان قد أسعدوني على عمي ولا بد من قضائهن، فعاتبته مرارا، فأذن لي في قضائهن، فلم أنح بعد في قضائهن ولا غيره حتى الساعة، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري '. قال الشيخ الإمام: أخبرنا بذلك عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد القفال، أخبرنا أبو العباس بن سراج، أخبرنا أبو العباس المحبوبي