تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٢٥
* (يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (4) وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (5) وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله) * * استشهد فجعفر بن أبي طالب، فإن استشهد فعبد الله بن رواحة [قال: فاستشهد زيد] بن حارثة، ثم أخذ الراية جعفر فاستشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فاستشهد، ثم إنه أخذ الراية خالد بن الوليد وقاتل حتى رجع بالمسلمين '.
وقوله: * (كبر مقتا عند الله) أي: بغضا * (أن تقولوا ما لا تفعلون) والمعنى: أن الله تعالى يبغض من يقول شيئا ولا يفعل.
قوله تعالى: * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) أي: ملزق بعضه ببعض. وقيل: يثبتون في الحرب مع الكفار ثبات البنيان الذي وضع بعضه على بعض وسد بالرصاص. والعرب إذا بنت البناء بالحجارة يرصون الحجارة ثم يجعلونه في خلال البناء، ويسمونه البناء المرصوص.
قوله تعالى: * (وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني) قد بينا ما كان يؤذون به موسى عليه السلام في سورة الأحزاب.
وقوله: * (وقد تعلمون أني رسول الله إليكم) أي: وتعلمون، ' وقد ' صلة.
وقوله: * (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) أي: مالوا عن الحق [فأمال] الله قلوبهم، أي: زادهم ميلا عن الحق.
وقوله: * (والله لا يهدي القوم الفاسقين) أي: الكافرين.
قوله تعالى: * (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه أحمد) وقد ثبت
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»