* (العزيز الحكيم (3) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (4) مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم) * * هذا ' أي: العجم. وقال الضحاك: هو كل من آمن وعمل صالحا إلى يوم القيامة.
وقوله تعالى: * (وهو العزيز الحكيم) قد بينا.
قوله تعالى: * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) أي: النبوة. ويقال: ما سبق ذكره من تعليم الكتاب والحكمة.
وقوله: * (والله ذو الفضل العظيم) ظاهر. وقد ورد في الخبر ' أن الفقراء شكوا إلى النبي وقالوا: ذهب أهل الدثور بالأجور، فأرشدهم الرسول إلى التسبيح والتهليل وأنواع من الذكر؛ فسمع الأغنياء بذلك فجعلوا يقولون مثل ما يقول الفقراء؛ فجاء الفقراء إلى رسول الله وذكروا له ذلك؛ فقرأ هذه الآية، وهو وقوله: * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وهو خبر مشهور.
قوله تعالى: * (مثل الذين حملوا التوراة) أي: حملوا القيام بها (واستعمالها)، وهو من الحمالة وليس من الحمل أي: ضمنوا القيام بها والعمل بما فيها.
وقوله: * (ثم لم يحملوها) أي: ضيعوها ولم يعملوا بما فيها * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) قرأ ابن مسعود: ' كمثل حمار يحمل أسفارا ' والأسفار جمع سفر، والسفر هو الكتاب، فجعل الكفار لما ضيعوا كتاب الله ولم يعملوا بما فيه مثل الحمر تحمل الكتب ولا تدري ما فيها.