تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤١٦
* (أنت العزيز الحكيم (5) لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد (6) عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم (7) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب) * * وقوله: * (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) أي: يخاف الله، ويخاف يوم القيامة.
وقوله: * (ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد) أي: المستغني عنهم، الحميد في فعاله. والمعنى: أنهم إذا خالفوا أمره، وتولوا الكفار لم يعد إلى الله من ذلك شيء.
قوله تعالى: * (عسى الله) قد بينا أن عسى من الله واجب.
وقوله تعالى: * (أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتهم منهم مودة) أكثر المفسرين على أن المراد منه تزويج أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول الله. وقيل: هو إسلام أبي سفيان بن حرب، وأبي سفيان بن الحارث، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أمية وغيرهم. وفي بعض التفاسير: أن النبي توفي وأبو سفيان بن حرب أمير على بعض اليمن، فلما ارتدت العرب قاتل هودا الحمار وقومه على ردتهم، فكان [هو] أول من يجاهد مع المرتدين.
وقوله: * (والله قدير) أي: قادر على أن يجعل بينكم وبينهم مودة.
وقوله: * (والله غفور رحيم) أي: لما كان منهم قبل إسلامهم، وقبل حدوث المودة بينكم وبينهم.
قوله تعالى: * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) فيه أقوال: أحدها: أن المراد منه قوم كانوا على عهد النبي من الكفار من خزاعة، وهي مدلج وغيرهم. والقول الثالث: أن قتيلة [كانت كافرة، و] كانت
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»