* (إني بما تعملون بصير (11) ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب) * * يقول: وسعها وأجاد حلقها يقال: درع مسرودة إذا كانت مسمورة الحلق، ويقال: قدر في السرد أي: اجعله على القصد وقدر الحاجة.
وقوله: * (واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير) ظاهر المعنى.
وفي القصة: أن داود عليه السلام كان يعمل كل يوم درعا، ويبيعه بستة آلاف درهم، فينفق ألفين منها على نفسه وعياله، ويتصدق بأربعة آلاف على فقراء بني إسرائيل. وفي بعض التفاسير: أنه عمل ألف درع.
قوله تعالى: * (ولسليمان الريح غدوها شهر) أي: وسخرنا لسليمان الريح.
وقوله: * (غدوها شهر ورواحها شهر) أي: مسيرة غدوها شهر، ومسيرة رواحها شهر، ومعناه: أنه كان يسير مسيرة شهرين في يوم واحد. وفي القصة: أنه كان يسير من بيت المقدس إلى إصطخر مسيرة شهر للراكب المسرع غدوة، ويقيل بها ثم يروح مسيرة شهر إلى بابل مسيرة شهر للركب المسرع. وقيل: كان يتغدى بالري، ويتعشى بسمرقند. وقيل: كان يتغدى بصنعاء، ويتعشى ببابل وهو العراق والله أعلم.
وفي التفسير: أن الريح كانت تحمله وجنوده ولا تثير ترابا ولا تقلب ورقة على الأرض، ولا تؤذي طائرا في السماء.
وقوله: * (وأسلنا له عين القطر) أي: أسلنا له عين النحاس.
وفي التفسير: أن الله تعالى أذاب له النحاس، وجعل يسيل ثلاثة أيام من كل شهر مثل الماء.
وقوله: * (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) أي: بأمر ربه.
وقوله: * (ومن يزغ منهم عن أمرنا) أي: يعدل منهم عن أمرنا فلا يعمل لسليمان.
وقوله: * (نذقه من عذاب السعير) أي: في الآخرة، هذا أحد القولين، والقول