تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٢٥
* (عن يمين وشمال من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور (15) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل) * * فتيامن منهم ستة، وتشام أربعة، وأما الستة الذين تيامنوا: فحيمر، وكندة، ومذحج، والأزد، والأشعر، وأنمار، وأما الأربعة الذين تشاموا: فعاملة، وغسان، ولخم، وجذام '. وأما سبأ فهو ابن يشخب بن يعرب بن قحطان. وقد قيل: إن سبأ اسم بلد، والأصح هو الأول.
وقوله: * (في مساكنهم آية) وقرئ: ' في مسكنهم ' والآية هي العلامة، ومعناها: أنا جعلنا لهم آية تدلهم على أن النعم التي لهم من الله تعالى.
وقوله: * (جنتان عن يمين وشمال) في القصة: أنه كان لهم واد يسيل، وعلى يمين الوادي جنات مصطفة أي: البساتين وكذلك على يسار الوادي.
وقوله: * (كلوا من رزق ربكم) أي: قلنا لهم كلوا من رزق ربكم.
وقوله: * (واشكروا له) أي: واشكروا الله على نعمه.
وقوله: * (بلدة طيبة) أي: طيبة الهواء، عذبة الماء، كثيرة الفواكه، وذكر ابن زيد: أنه لم يكن بها بعوض ولا بق ولا ذباب ولا عقرب ولا حية ولا شيء من أمثال هذا، وكان الرجل الغريب يدخلها وفي ثيابه القمل، فيموت القمل في ثيابه من صحة الهواء وطيبه.
وقوله: * (ورب غفور) أي: ورب غفور للذنوب إن شكرتم نعمه.
فإن قيل: أي فائدة لتخصيصهم بهذا، والله غفور لكل العباد؟ والجواب عنه: أن مغفرة الرب مع طيب البلدة على تلك الغاية لم تكن إلا لهم.
قوله تعالى: * (فأعرضوا) أي: فأعرضوا عن شكر النعم.
وقوله: * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) اختلفوا في العرم على أربعة أقاويل: أولها:
(٣٢٥)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»