* (لهم مغفرة ورزق كريم (4) والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم (5) ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد (6) وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد (7) أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين) * * وقوله: * (أولئك لهم عذاب من رجز أليم) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ويرى الذين أوتوا العلم) قال بعضهم: هذا في مؤمني أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام وغيره، والصحيح أن الآية في الذين آمنوا بالنبي من أهل مكة وغيرهم، وهو بمكة؛ لأن السورة مكية، وعبد الله بن سلام وأشباهه إنما آمنوا بالمدينة.
وقوله: * (الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) يعني: أنه من الله تعالى.
وقوله: * (ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) يعني: أن القرآن الذي أنزله الله يهدي إلى صراط العزيز الحميد، وهو الله تعالى.
قوله تعالى: * (وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم) أي: يخبركم.
وقوله: * (إذا مزقتم كل ممزق) أي: إذا فرقتم كل تفريق، وقطعتم كل تقطيع، والمعنى: إذا أكلتم الأرض، وصرتم رفاقا وترابا ينبئكم محمد إنكم لفي خلق جديد، قالوا ذلك على طريق الجحد والتكذيب.
وقوله: * (أفترى على الله كذبا) وقرئ بنصب الألف وكسرها، أما من قرأ بالكسر فهو راجع إلى الحكاية عن الكفار، كأنهم قالوا: افترى محمد على الله كذبا.
وقوله: * (أم به جنة) معناه: أو به جنون لا يدري ما يقول.
وأما من قرأ بالنصب ففيه قولان: أحدهما معناه: أفترى على الله كذبا يعني: لم يفتر، ويكون ابتداء كلام من الله تعالى. قال الشاعر: