تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٠٩
(* (64) خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا (65) يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا (66) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلوا السبيلا (67) ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا (68) يا أيها) * * يسحبون على وجوههم في النار.
وقوله: * (يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) أي: الرسول، وذكر الرسولا على موافقة رؤوس الآي على ما بينا من قبل.
قوله تعالى: * (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا) وقرئ: ' ساداتنا '، وقوله: * (وكبراءنا) هم الأشراف ورءوس الناس.
قوله: * (فأضلونا السبيلا) أي: السبيل، ومعناه: صدونا عن طريق الحق.
قوله تعالى: * (ربنا آتهم ضعفين من العذاب) أي: عذبهم ضعفي عذاب غيرهم. وقيل: عذبهم عذاب الدنيا والآخرة، والأول أولى.
وقوله: * (والعنهم لعنا كبيرا) أي: مرة بعد مرة، وقرئ: ' كثيرا ' بالثاء، والمعنى واحد.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى) معناه: لا تؤذوا محمدا فتكونوا كالذين آذوا موسى، وفيما أوذي به الرسول قولان: أحدهما: أنهم آذوه في أمر زيد بن حارثة ونكاحه زينب.
والثاني: ما روى أنه قسم غنيمة فقام رجل وقال: اعدل، فإنك لم تعدل، فقال النبي: ' رحم الله موسى؛ لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر '.
وأما الذي أوذي به موسى ففيه قولان: أحدهما وعليه أكثر أهل التفسير ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: ' كان موسى رجلا حييا، وكان لا يغتسل إلا وحده، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى (عورة
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»