تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣١٩
* (معه والطير وألنا له الحديد (10) أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا) * * قوله تعالى: * (ولقد آتينا داود منا فضلا) اختلف القول في الفضل الذي أوتي داود؛ فقال بعضهم: هو النبوة. وقال بعضهم: هو الملك. ويقال: القضاء بالعدل. وقيل: حسن الصوت. وقيل: تليين الحديد له، وجميع ما أعطي وخص به.
وقوله: * (يا جبال أوبي معه) أكثر أهل التفسير على أن معناه: سبحي معه؛ وهو عن ابن عباس وغيره، ويقال: رجعي معه.
وقرأ الحسن: ' أوبي معه ' بضم الألف وسكون الواو، وهو في معنى الأول.
وفي بعض التفاسير: أن داود عليه السلام كان إذا لحقه فتور أسمعه الله تعالى تسبيح الجبال منشطا له.
وقوله: * (والطير) أي: وأمرنا الطير أن تسبح معه.
وقوله: * (وألنا له الحديد) قال قتادة: كأن الحديد جعل له كالعجين، فيعمل الدرع من غير نار ولا مطرقة.
وقوله: * (أن اعمل سابغات) أي: الدروع الكوامل. ويقال: الطوال التي تسحب في الأرض.
قال الشاعر:
(وأكثرهم دروعا سابغات * وأمضاهم إذا طعنوا سنانا) وقوله: * (وقدر في السرد) أي: عدل في السرد، ومعناه: قدر المسامير في حلق الدروع حتى يكون بمقدار لا يغلظ المسمار ويضيق الخلق فتفصم الحلقة، ولا توسع الحلقة وتدقق المسمار فيسلس ويقلق وهذا قول مجاهد، وقال: قدر في السرد أي: احكم نسج الدرع. وقال قتادة: السرد: المسامير في الحلق. وهو قريب من قول مجاهد، وأنشدوا:
(أجاد المسدي سردها وإذا لها)
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»