تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
* (بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما (51) لا يحل لك النساء من بعد ولا من أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك) * * ما ذكرنا. وفي بعض التفاسير: ' أن النبي أراد أن يطلق جماعة من نسائه، فقلن له: اتركنا على حالنا، واقسم كما شئت '.
وقوله: * (والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما) أي: عليما بأمر خلقه، حليما عن فعل خلقه.
قوله تعالى: * (لا يحل لك النساء من بعد) قد بينا أن الله تعالى لما أمر رسوله أن يخير أزواجه فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة؛ شكر لهن اختيارهن وحرم عليه ما سواهن من النساء، ونهاه عن الاستبدال بهن، ثم اختلف القول أنه هل أحل له النساء من بعد أولا؟ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ' ما توفي رسول الله حتى أحل له النساء '.
والقول الثاني: أن الحرمة بقيت إلى أن توفي النبي.
وقوله: * (ولو أعجبك حسنهن) ظاهر المعنى، وفي الآية قول آخر. وهو ما روي عن مجاهد أنه قال: * (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج) أي: ليس لك أن تختار غير المسلمات على المسلمات، ومعناه: أنه لا يجوز له أن يتزوج يهودية ولا نصرانية. وفي بعض التفاسير: أن التي أعجبته هي أسماء بنت عميس الخثعمية، وكانت عند جعفر بن أبي طالب، فلما استشهد عنها أراد النبي أن يخطبها، فنهى عن ذلك.
وقوله: * (إلا ما ملكت يمينك) يعني: سوى ما ملكت يمينك، وقوله * (وكان الله على كل شيء وقيبا) أي: حفيظا.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»