تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣١١
* (ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) إنا عرضنا الأمانة) * * ويقال: صدقا.
وعن ابن عباس: هو كلمة لا إله إلا الله. وقال بعضهم: سديدا، أي: مستقيما، يقال: سدد أي: استقم، قال زهير:
(فقلت له سدد وأبصر طريقه * وما هو فيه عن وصاتي شاغله) أي: عن وصيتي، وقال بعضهم: قولا سديدا أي: قولا يوافق باطنه ظاهره.
وقوله: * (يصلح لكم أعمالكم) أي: يزك لكم أعمالكم. وقيل: يصلح لكم أعمالكم: يتقبل منكم الحسنات.
وقوله: * (ويغفر لكم ذنوبكم) أي: يسترها ويعف عنها.
وقوله: * (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) أي: ظفر بالخير كله.
قوله تعالى: * (إنا عرضنا الأمانة) قال ابن عباس: الأمانة الفرائض. وقال الضحاك: الطاعة. وعن أبي العالية الرياحي: ما أمر به ونهى عنه. وقال أبي بن كعب: الأمانة ها هنا حفظ الفرج.
وأولى الأقاويل ما ذكرنا عن ابن عباس، وقول الضحاك وأبي العالية قريب من ذلك. وفي بعض التفاسير: أن أول ما خلق الله تعالى من ابن آدم فرجه وأتمنه عليه، وقال: إن حفظته حفظتك.
وعن أبي حمزة السكري أنه قال: إني أعلم من نفسي أني أؤدي الأمانة في مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ومائة ألف دينار إلى أن ينقطع النفس، ولو باتت عندي امرأة وأتمنت عليها خفت ألا أسلم منها.
وعن ابن مسعود أنه قال: من الأمانة أداء الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والصدق في الحديث، وقضاء الدين، والعدل في المكاييل والموازين، قال: وأشد من هذا كله الودائع. وهذا القول قريب من قول ابن عباس.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»