تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٦
* (أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من) * * وقوله: * (وبنات عماتك) أي: من أولاد بنات عبد المطلب.
وقوله: * (وبنات خالك وبنات خالاتك) أي: من أولاد عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
وقوله: * (اللاتي هاجرن معك) فيه قولان: أحدهما: أسلمت معك، فيقتضى أن غير المسلمة لا تحل له وإن كانت يهودية أو نصرانية، وهي حلال لأمته. والقول الثاني: هاجرن معك إلى المدينة، فاقتضت الآية أن غير المهاجرة لا تحل له؛ وفي معناه قولان: أحدهما: أن غير المهاجرة لا تحل له من الأجنبيات والقرابات. والقول الثاني: أن غير المهاجرة لا تحل من القرابات واللاتي ذكرهن، فأما من الأجنبيات فحلال.
وروى أبو صالح عن أم هانئ أن رسول الله لما فتح مكة خطبني، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فلم أحل له لأني لم أكن من المهاجرات، وكنت من الطلقاء. وأم هانئ أخت علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقوله: * (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) وقرئ: ' إن وهبت ' بالفتح إذ بالكسر على العموم، وبالفتح على امرأة بعينها.
وعن ابن عباس أنه قال: لم يكن ممن أمسكها النبي من النساء أحد وهبت نفسها.
وعن غيره أن ميمونة بنت الحارث كانت ممن وهبت، وممن وهبت نفسها أم شريك، وكانت امرأة صالحة. وروى أنها عطشت في سفر، فأنزل الله تعالى عليها دلوا من السماء، وعلقت عكة فارغة فأصاب فيها سمنا، فيقال: من آيات الله عكة أم
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»