* (عليك حرج وكان الله غفورا رحيما (50) ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين) * * وقوله: * (وكان الله غفورا رحيما) قد بينا.
قوله تعالى: * (ترجى من تشاء منهن) فيه ثلاثة أقوال: أحدها: تطلق من تشاء منهن، وتؤوي إليك من تشاء أي: تمسك من تشاء منهن، حكي هذا عن ابن عباس. والقول الثاني: ترجى من تشاء منهن: لا تتزوجهن. وقوله: * (وتؤوى إليك من تشاء) أي: من تشاء نكاحهن. والقول الثالث: ترجى من تشاء منهن أي: تؤخرهن فيخرجن من القسم.
وقوله: * (وتؤوي إليك من تشاء) أي: تدخلهن في القسم، وهذا أشهر الأقاويل، فكأن الله تعالى جوز أن يقسم لمن شاء، ويترك من شاء منهن. ثم اختلف القول في أنه هل أخرج أحدا منهن عن القسم؟ فأحد القولين: أنه لم يخرج أحدا منهن عن القسم. والقول الثاني: حكاه أبو رزين أنه أخرج خمسة وقسم لأربعة، فالخمسة التي أخرجهن: سودة، وأم حبيبة، وصفية، وجويرية، وميمونة، وأما اللاتي قسم لهن: فعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب، والأظهر هو القول الأول.
وقد روى ' أنه كان في مرض موته يدور على نسائه حتى رضين بأن يمرض في بيت عائشة '.
وقوله: * (ومن ابتغيت ممن عزلت) أي: ممن رأيت منهن وقد أخرتها * (فلا جناح عليك) أي: لا إثم عليك.
وقوله: * (ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن) معناه: أنهن إذا علمن أن هذا مما أنزل الله تعالى كان أطيب لأنفسهن، وأقل لحزنهن، وأقرب إلى رضاهن. ويقال: إذا علمن أن لك أن تؤوي من شئت، فمن عزلت كان أقرب إلى