* (لهم من الله فضلا كبيرا (47) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (48) يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من) * * وقوله: * (وداعيا إلى الله) أي: إلى الإسلام. وقيل: إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
وقوله: * (بإذنه) أي: بأمره. وقوله: * (وسراجا منيرا) أي: ذا سراج منير، والسراج المنير هو القرآن. وقيل: وسراجا هو الرسول؛ سماه سراجا لأنه يهتدي به كالسراج يستضاء به، قال الشاعر:
(إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول) وقوله: * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) روى أن الله تعالى لما أنزل قوله: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قالت الصحابة: يا رسول الله، هذا لك فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا).
قوله تعالى: * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) الكافرين: أبو سفيان، وعكرمة بن أبي جهل وقد أسلموا من بعد وأبو الأعور السلمي، والمنافقين: عبد الله بن أبي، وطعمة بن أبيرق، وابن (سفنة)، وأشباههم.
وقوله: * (ودع أذاهم) قال مجاهد: اصبر على أذاهم، ويقال: إن هذه الآية نسختها آية السيف.
وقوله: * (وتوكل على الله) أي: ثق بالله.
وقوله: * (وفكى بالله وكيلا) أي: حافظا.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن) في الآية دليل على أن الطلاق لا يجوز قبل النكاح؛ لأنه رتب الطلاق على النكاح فدل [على] أنه لا يتقدمه، وقد حكى هذا المعنى عن ابن عباس.