* (نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا) * * وقوله: * (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) قال قتادة: هو محبته لها. وقال الحسن: ود النبي طلاقها ولم يظهره. وذكر علي بن الحسين أن معنى الآية: هو أن الله تعالى كان أخبره أن زيدا يطلقها وهو يتزوج بها، فالذي أخفاه هو هذا، وهذا القول هو الأولى وأليق بعصمة الأنبياء. ومنهم من قال: الذي أخفي في نفسه هو أنه لو طلقها زيد تزوج بها، وهذا أيضا قول حسن.
وقوله: * (وتخشى الناس) أي: تستحي من الناس، ويقال: تخشى مقالة الناس ولائمتهم، وأنهم يقولون إنه تزوج بامرأة ابنه.
وقوله: * (والله أحق أن تخشاه) فإن قيل: هذا يدل على أنه لم يخش الله فيما سبق منه في هذه القصة. والجواب من وجهين: أحدهما: أن معنى قوله: * (والله أحق أن تخشاه) ابتداء كلام في جميع الأشياء، وقد أمر الله تعالى جميع عباده بالخشية في عموم الأحوال.
والجواب الثاني: أنك أضمرت شيئا ولم تظهره، فإن خشيت الله تعالى في إظهاره فاخشه في إضماره. وحقيقة المعنى: أنه لا خشية إلا من الله فيما تظهر و [إلا] فيما تضمر، فلا تراقب الناس.
فإن قيل: إذا كان قد ود أن يطلقها كيف قال أمسك عليك زوجك؟ والجواب: أن ذاك الود ود طبع وميل نفس، والبشر لا يخلو عنه.
وأما قوله: * (أمسك عليك زوجك واتق الله) أمر بالمعروف، وليس عليه إثم فيما يقع في قلبه من غير اختياره، وعلى أنا قد ذكرنا سوى هذا من الأقوال، وقد ثبت برواية مسروق عن عائشة أنها قالت: ' لو كتم النبي شيئا من الوحي لكتم هذه الآية '، وروى أنه لم تكن آية أشد عليه من هذه الآية.
وقوله: * (فلما قضي زيد منها وطرا زوجناكها) في التفسير: أن زيدا لما أخبر