* (فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين (78) قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون (79) فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال) * * ولد يعقوب [سكن] غضبه، وقيل: إن هذا كان صفة شمعون من أولاد يعقوب؛ فروي أنه قال لإخوته: كم يكون من عدد الأسواق بمصر؟ فقالوا: عشرة أسواق، فقال: اكفوني أنتم الأسواق وأنا أكفكم الملك، أو قال: اكفوني أنتم الملك وأنا أكفكم الأسواق، قال: فدخلوا على يوسف فقال له يهوذا: أتردن علينا أخانا أو لأصيحن صيحة تلقي كل حامل ولدها في هذه البلدة، وكان عند يوسف ابن له صغير قائم عنده فقال: اذهب وخذ بيد ذلك الرجل وائتني به، فذهب وأخذ بيده فسكن غضبه، فقال لإخوته: والله إن هاهنا بذرا من بذر يعقوب، فقال له الابن الصغير: ومن يعقوب وأنا لا أدري يعقوب ولا ولده؟. وروي أنه غضب ثانيا فقام إليه يوسف وركضه برجله وأخذ بتلابيبه فوقع على الأرض وقال: معشر العبرانيين تظنون أن لا أحد أشد منكم، ذكر هذا كله السدي وغيره، فلما صار أمرهم إلى هذا خضعوا وذلوا وقالوا: * (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا).
والعز: منع الضيم أو الضير بسعة السلطان والقدرة، والعزيز: هو المنيع بما حصل له من واسع المقدور.
قوله: * (إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه) معناه: خذ أحدنا بدله، ونصب شيخا على نعت قوله: * (أبا).
وقوله: * (إنا نراك من المحسنين) يعني: إنا نراك من المحسنين إلينا، وإحسانه إليهم بتوفية الكيل، وحسن الضيافة، ورد البضاعة، وغيره.
قوله تعالى: * (قال معاذ الله) أعتصم بالله * (أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون) معلوم المعنى، ومعناه: أن نأخذ البرىء بدل الجاني، فإن أخذنا فإنا ظالمون.
قوله تعالى: * (فلما استيأسوا منه) في القصة: أنه لما استخرج الصاع وعاد الإخوة إليه دعا بالصاع ونقره بقضيب في يده فطن الصاع.