تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٥
* (كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير) * * فقال: يا قوم إن هذا الصاع ليخبرني بخبر، قالوا: وما يخبرك أيها الملك؟ فقال: إنه يخبرني أنكم كنتم (اثنى) عشر إخوة وأنكم أخذتم أخا لكم من أبيكم وألقيتموه في الجب وبعتموه من بعد، قال: فجعل ينظر بعضهم إلى بعض فقام بنيامين وسجد له، وقال: صدق صاعك (أيها الملك)، سله: أحي أخي أو لا؟، فنقر الصاع ثانيا وطن فقال: إنه يقول: هو حي، وستراه. فقال: سله من سرق الصاع؟ فقال: هو غضبان - يعني الصاع - ويقول كيف تسألني وقد رأيت في يد من كنت؟! أورده النقاش وأبو الحسن بن فارس وغيرهما، والله أعلم.
ومعنى قوله: * (فلما استيأسوا منه) أي: تيأسوا منه، وقال أبو عبيدة: استيأسوا استيقنوا أن الأخ لا يرد إليهم، وأنشد:
(أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني * ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم) يعني: ألم تعلموا. وقوله * (خلصوا نجيا) يعني: انفردوا يتناجون، ويتشاورون في أمر أخيهم، ومعنى * (خلصوا): أنه لم يكن معهم غيرهم. تقول العرب: قوم نجى. قال الشاعر:
(حتى إذا ما القوم كانوا أنجية * واختلطت أحوالهم كالأرشية) وقوله: * (قال كبيرهم) قال ابن عباس: هو يهوذا ولم يكن أكبرهم في السن، ولكن كان في العقل أكبرهم، وقال مجاهد: هو شمعون وكانت له الرئاسة على إخوته، وقال قتادة: هو الروبيل وكان أكبرهم في السن.
وقوله: * (ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله) قد بينا معنى الموثق. وقوله: * (ومن قبل ما فرطتم في يوسف) يعني: قصرتم وتركتم عهد أبيكم.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»