تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٠٦
* (لنا خاشعين (90) والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين (91) إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون (92) وتقطعوا أمرهم) * * وقوله: * (يسارعون) أي: يبادرون.
وقوله: * (ويدعوننا رغبا ورهبا) أي: رغبا في الطاعات، ورهبا من المعاصي، (وقيل: رغبا في الجنة، ورهبا من النار). وقال خصيف: رغبا ببطون الأكف، ورهبا بظهورها.
وقوله: * (وكانوا لنا خاشعين) أي: متواضعين، وعن ابن عباس قال: هو أن يضع يمينه على شماله في الصلاة، يومىء ببصره إلى موضع السجود، وقال مجاهد: الخشوع هو الخوف اللازم في القلب، وعن الحسن قال: ذللا لأمر الله تعالى.
* (والتي أحصنت) أي: عفت * (فرجها)، وقيل: منعت من الحرام.
وقوله: * (فنفخنا فيها من روحنا) الأكثرون أن هذا جيب الدرع على ما بينا، وفيه قول آخر: أنه نفخ رحمها، وخلق الله المسيح في بطنها، وذكر روحنا تخصيصا وكرامة للمسيح عليه السلام.
وقوله: * (وجعلنا وابنها آية للعالمين).
أي: دلالة للعالمين، فإن قيل: هما كانا آيتين، فهلا قال آيتين؟ والجواب: إنما قال: آية؛ لأن الآية فيهما كانت واحدة، وهي أنها أتت به من غير فحل، قال أهل العلم: وفيها آيات: أحدها: (أنه لم (تعتن) قبلها أنثى للتحرز)، والآخر: إتيانها بعيسى من غير أب، والثالث: مجيىء رزقها من عند الله من غير سبب من مخلوق، ويقال: إنها لم تقبل ثدي أحد سوى أمها.
قوله تعالى: * (إن هذه أمتكم أمة واحدة) أي: ملتكم ودينكم ملة واحدة،
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»