تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٠١
* (رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (84) وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من) * * جرادا من ذهب، فجعل يقبضه في ثوبه ويجمع ذلك، فقيل له: ألا تشبع؟ فقال: إنه من فضل ربي، ولا أشبع من فضله. قال الشيخ الإمام: أنا بهذا أبو علي الشافعي قال: أنا ابن فراس قال: أنا الديبلي قال: أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: أنا سفيان، عن عمرو... الأثر.
وفي الآية قول آخر: وهو أن معنى قوله: * (وآتيناه أهله) أي: ثواب أهله * (ومثلهم معهم) أي: مثل ذلك كأنه ضوعف له الثواب، وعن عكرمة قال: ' خير أيوب بين أن يرد عليه أهله بأعيانهم، وبين أن يعطى مثل أهله وأولاده، فاختار أن يردوا بأعيانهم ومثلهم معهم فأعطي ذلك.
وقوله: * (رحمة من عندنا) أي: نعمة من عندنا.
وقوله: * (وذكرى للعابدين) أي: وعظا واعتبارا للعابدين.
قوله تعالى: * (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل) أما إسماعيل وإدريس فقد ذكرناه، وأما ذو الكفل قال ابن عباس: كان في بني إسرائيل نبي، وكان مع ذلك ملكا، فلما حضرته الوفاة جمع بني إسرائيل فقال: من يكفل لي أن يقوم الليل لا يفتر، وأن يصوم النهار ولا يفطر، وأن يقضي بالحق ولا يغضب؟ فقام شاب وقال: أنا أكفل ذلك، فجعله خليفته، وقبض ذلك النبي، وقام بما كفل به فسمي ذا الكفل. قال ابن عباس فيما روي عنه في هذه القصة: إن إبليس اللعين لما رأى ذلك حسده، فجاء في هيئة شيخ ضعيف نصف النهار، وكان ذو الكفل يقيل ساعة في نهاره، فدخل عليه وقال: إن لي غريما، وهو يمطلني فأحب أن تقوم معي، وتستوفي حقي منه، وذكر كلاما كثيرا، فقام وخرج معه، فلما خرج معه ساعة اعتذر إليه وقال: إن صاحبي قد هرب، فرجع ذو الكفل، وقد ذهب وقت القائلة، ففعل هكذا ثلاثة أيام، ولم يره يغضب في شيء من ذلك، وقد ذهب نومه في الأيام الثلاث، فقال إبليس له عند ذلك: أنا إبليس، وقد حسدتك ولم أقدر عليك، وقد وفيت بما قلت. هذا هو القول المعروف.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»