تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٠٨
* (يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون (96) واقترب الوعد الحق فإذا هي) * * والجواب: أن هذا على توسع الكلام، ومعناه: أنا نمنعهم من الرجوع، والتحريم في اللغة هو المنع.
والقول الثاني: أن ' لا ' صلة، قاله أبو عبيد، فمعناه: حرام على قرية أهلكناها أي: يرجعون، وقال الزجاج: قوله: * (وحرام على قرية) معناه: وحرام على أهل قرية * (أهلكناها)، أي: حكمنا بهلاكها أن يتقبل أعمالهم؛ ل * (أنهم لا يرجعون) أي: لا يتولون، قال والدليل على هذا المعنى أنه قد قال في الآية التي قبلها: * (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) أي: يتقبل عمله، ثم ذكر عقبه هذه الآية، وبين أن الكافر لا يتقبل عمله.
قوله تعالى: * (حتى إذا فتحت) قرىء بالتخفيف والتشديد، ومعنى التشديد على الجمع، ومعنى التخفيف على الوحدان.
وقوله: * (يأجوج ومأجوج) قد بينا، والفتح للسد الذي بيننا وبينهم، ويقال: إن الخلق عشرة أجزاء، تسعة أجزاء كلهم يأجوج ومأجوج، وجزء واحد هم سائر الخلق، ويقال: إن جزءا من ألف جزء سائر الخلق، والباقي هم يأجوج ومأجوج.
قوله: * (وهم من كل حدب ينسلون) الحدب: المكان المرتفع، فمعناه: يسرعون النزول من الآكام، وهو مكان مرتفع من القلاع، ونسلان الذئب: سرعة مشيه، قال الشاعر:
(نسلان الذنب أمسى باديا * برد الليل عليه فينسل) وقيل: من كل حدب أي: من كل جانب، فإن قيل: ما معنى * (حتى) في أول الآية؟ وأين جوابه:؟ والجواب عنه: قال بعضهم: معناه: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون اقترب الوعد الحق، والواو مقحمة، قال امرؤ القيس:
(٤٠٨)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»