تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٠٥
* (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين (89) فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا) * * وروي عن [سعد بن أبي] وقاص - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت النبي يقول: ' كلمة أعرفها لا يقولها أحد في كرب إلا فرج عنه، وهي كلمة أخي يونس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين '. وفي القصة: أن الحوت ألقاه في ساحل البحر: وأنبت الله له شجرة من يقطين، وقصة ذلك تأتي من بعد في سورة: ' والصافات '، فإن قيل: قوله: * (وكذلك ننجي المؤمنين) هو مكتوب في المصحف بنون واحدة فكيف جعلتم أصح القراءتين بنونين؟ والجواب عنه: أنه إنما كتب بنون واحد؛ لأن النون الأولى متحركة، والنون الثانية ساكنة، فخفيت الساكنة في جنب المتحركة، فحذفت، وقد ذكر الفراء وجها لقراءة عاصم، وهو أن معناه: نجى النجاء المؤمنين فخفض المؤمنين على إضمار المصدر.
قوله تعالى: * (وزكريا إذ نادى ربه) أي: دعا ربه.
وقوله: * (رب لا تذرني فردا) أي: وحيدا، ومعناه: هو ما ذكرنا من دعاء الولد.
وقوله: * (وأنت خير الوارثين).
قوله تعالى: * (فاستجبنا له) أي: فأجبناه.
وأما قوله: * (ووهبنا له يحيى) سمي يحيى، لأن رحمها حي بالولد.
وقوله: * (وأصلحنا له زوجه) فيه قولان: أحدهما - وهو المعروف - أنه كان عقيما فجعله ولودا، والآخر: ما روي عن عطاء أنه قال: معنى الإصلاح أنه كان في لسان امرأته طول، وفي خلقها سوء فأصلحها.
وقوله: * (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات) ينصرف إلى جميع الأنبياء الذين ذكرهم.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»