تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤١٦
بسم الله الرحمن الرحيم (* (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل) * * تفسير سورة الحج قال ابن عباس في أظهر الروايتين: هي مكية إلا قوله تعالى: * (هذان خصمان اختصموا في ربهم) وآيتين بعد هذه الآية، وقوله تعالى: * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا..) الآية، وعن ابن عباس في رواية أخرى: أن هذه السورة مدنية إلا آيات فيها نزلت بمكة.
قوله تعالى: * (يا أيها الناس اتقوا ربكم) أي: احذروا عن عقوبته بطاعته، ويقال: اتقوا ربكم أي: اتقوا جميع المناهي: وفيها الشرك وغيره.
وقوله: * (إن زلزلة الساعة) الزلزلة شدة الحركة على حال هائلة، واختلف القول في هذه الزلزلة، فذكر علقمة والشعبي: أنها قبل يوم القيامة، وذكر ابن عباس الحسن وقتادة والسدي وغيرهم: أنها عند قيام الساعة، وهذه القول أصح القولين لما نذكره من الخبر من بعد.
وقوله: * (شيء عظيم) أي: أمر عظيم.
قوله تعالى: * (يوم ترونها) يعني: الساعة.
وقوله: * (تذهل) أي: تغفل وتشتغل، وفيه تسهو وتنسى، قال الشاعر في الذهول.
(أطالت بك الأيام حتى نسيتها * كأنك عن يوم القيامة ذاهل) وقال عبد الله بن رواحة بين يدي النبي:
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»