تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
* (وهم مستكبرون (22) لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين (23) وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين (24) ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون (25)) * * لا يحب المستكبرين) أي: المتكبرين.
قوله تعالى: * (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم) معناه: وإذا قيل للكفار الذين تقدم ذكرهم: ' ماذا أنزل ربكم '؟ ما الذي أنزل ربكم؟
وقوله: * (قالوا أساطير الأولين) يعني: أكاذيب الأولين، والأساطير واحدها أسطورة، وقيل: أقاصيص الأولين.
وقوله: * (وليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة) الأوزار هي الذنوب.
وقوله: * (كاملة) إنما ذكر الكمال؛ لأن البلايا والمحن التي تلحقهم في الدنيا لا تكفر عنهم شيئا، وكذلك ما يفعلونه بنية الحسنات.
وقوله: * (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) ومن ذنوب الذين يضلونهم، وهم الأتباع.
فإن قال قائل: كيف يحملون أوزار الأتباع، والله تعالى يقول: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟ والجواب عنه: يحملوا ذنوبهم بحكم الإغواء والدعاء إلى الضلال؛ فإنه روي عن النبي أنه قال: ' أيما داع دعا إلى الهدى (فاتبع)؛ فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء '.
(١٦٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (4)، الضلال (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»