تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
* (وهم داخرون (48) ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون (49) يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون (50) وقال الله) * * كلها مجبولة على ما أريد لها في أصل الخلقة.
وذكر بعضهم: أنه إنما أضاف السجود إلى هذه الأشياء؛ لأنها تدعو إلى السجود، فكأنها في أنفسها ساجدة، والأصح هو القول الأول ثم الثاني.
وقوله: * (وهم داخرون) أي: صاغرون.
قوله تعالى: * (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة) المراد من الدابة هاهنا قالوا: هي الحيوان؛ لأن الحيوان من شأنه الدبيب، ويقال: ولله يسجد ما في السماوات من الملائكة، وما في الأرض من دابة.
فإن قال قائل: كيف يستقيم هذا المعنى، وقد قال بعده: * (والملائكة)؟
والجواب من وجهين: أحدهما: أنه خصهم بالذكر تشريفا لهم.
والآخر: أن المراد من الملائكة المذكورين أخيرا هم ملائكة الله في الأرض، يعبدون الله تعالى ويسبحونه. وقوله: * (وهم لا يستكبرن) الاستكبار: طلب الكبر بترك الإذعان للحق.
قوله تعالى: * (يخافون ربهم من فوقهم) قال بعضهم معناه: يخافون عذاب ربهم من فوقهم، والقول الثاني - وهو الأصح - أن هذه صفة العلو [التي] تفرد الله بها، وهو كما وصف به نفسه من غير تكييف.
وقوله: * (ويفعلون ما يؤمرون) يعني: أن الملائكة لا يعصونه.
قوله تعالى: * (وقال الله لا تتخذوا إليهن اثنين) فإن قال قائل: أيش معنى قوله: * (اثنين) وقد قال: * (إلهين)؟
الجواب من وجهين: أحدهما: على طريق التأكيد، وهو مثل قوله تعالى: * (فصيام
(١٧٧)
مفاتيح البحث: السجود (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»