تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
* (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين (9) هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون (10) ينبت لكم به الزرع والزيتون) * * والإنسان قل ما يخلو في يوم وليلة أن يرى شيئا من خلق الله تعالى لم يره من قبل. وروى ابن السدي عن أبيه أن معنى قوله: * (ويخلق ما لا تعلمون) أي: السوس في النبات والحبوب. وفي بعض التفاسير: أن النبي قال في هذه الآية: ' إن لله تعالى أرضا بيضاء خلقها، ومسافتها قدر مسيرة الشمس ثلاثين ليلة، وقد ملأها من خلق لم يعصوا الله طرفة عين؛ فقيل له: أهم من بني آدم؟
فقال: إنهم لا يعلمون أن الله تعالى خلق آدم، فقيل له: فكيف لا يفتنهم إبليس؟ قال: إنهم لا يعلمون أن لله في خلقه إبليس ' وهذا خبر غريب، والله أعلم.
قوله تعالى: * (وعلى الله قصد السبيل) قيل معناه: وعلى الله بيان الهدى من الضلالة، وقيل: بيان الحق بالآيات والبراهين، وهذا بحكم الوعد، ويقال: وعلى الله قصد السبيل أي: على الله الحكم بالعدل بين الخلق.
وقوله: * (ومنها جائر) معناه: ومن السبيل جائر، وقرأ علي وابن مسعود: ' ومنكم جائر '. أي: عادل عن الحق، قال الشاعر:
(لما خلطت دماؤنا بدمائهم * وقف الثقال بها (وجار) العادل) الثقال: البطر.
وقوله: * (ولو شاء لهداكم أجمعين) ظاهر المعنى، وفيه رد على القدرية.
قوله تعالى: * (هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب) أي: لكم منه ما تشربون.
وقوله: * (ومنه شجر فيه تسيمون) أي: تسيمون المواشي فيها، والإسامة هي
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»