تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
* (من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين (31) الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون (32) هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (33) فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به) * * قوله تعالى: * (جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين) ظاهر.
قوله تعالى: * (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) يعني: طاهرين زاكين من الشرك، وقيل: معناه: أن وفاتهم تقع طيبة سهلة.
قوله: * (يقولون سلام عليكم) يقال: إن المراد منه تسليم الملائكة، يبلغون سلام الله إليهم، وفي الأخبار: ' أنهم يقولون لكل واحد منهم: السلام عليك يا ولي الله '. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن الميت المؤمن يزف إلى الله كما تزف العروس. وقوله: * (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) يعني: يقال لهم: ادخلوا الجنة بإيمانكم وطاعتكم.
قوله تعالى: * (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) معناه: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت؟ * (أو يأتي أمر ربك) القيامة.
وفي بعض الآثار: أن أعوان ملك الموت ستة أملاك: ثلاثة يقبضون أرواح المؤمنين، وثلاثة يقبضون أرواح الكفار، وقيل: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة بالعذاب والقتل للكفار، أو يأتي أمر ربك؟ يعني: الموت. وقوله: * (كذلك فعل الذين من قبلهم) يعني: كذلك كفر الذي من قبلهم. وقوله: * (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (فأصابهم سيئات ما عملوا) معناه: فأصابهم وبال السيئات التي
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»