تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٦١
* (لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون (8)) * * كقوله تعالى: * (قالوا ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) دل أن البصل أرذل من هذه الأشياء حيث ذكر قوله: * (أتستبدلون الذي هو أدنى) عقيب ذكر البصل، وقيل: شر الحمر الأسود القصير.
والأولى أن يقال: إن الجمال في الخيل أكثر للحسن والعيان؛ ولأن الله تعالى بدأ بها بالذكر.
وقيل لخالد بن صفوان: ما لك لا تركب الحمر؟ قال: هي بطيئة الغوث كثيرة الروث، إذا سار أبطأ وإذا وقف أدلى. ورؤي مرة على حمار؛ فسئل عن ذلك فقال: أدب عليه دبيبا، وألقى عليه حبيبا، ويمنعني أن أكون جبارا عنيدا.
وقد ثبت أن رسول الله ركب الفرس والبغل والحمار. وفي الآثار: أن الأنبياء من بني إسرائيل كانوا يركبون الأتن. وعن ابن عباس أنه كره لحم الخيل؛ قال: لأن الله تعالى قال: * (لتركبوها وزينة). وقد ثبت برواية جابر أن النبي أذن في لحوم الخيل '، وثبت أيضا عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها قالت: ' أكلنا لحم فرس على عهد رسول الله ' فالأولى هو الإباحة، وعليه أكثر أهل العلم.
وقوله: * (ويخلق ما لا تعلمون) قيل معناه: ويخلق ما لا يخطر ببال أحد،
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»