تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٧٧
* (لمن الظالمين (107) ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين (108) يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (109) إذ قال الله يا) * * ثم بين كيفية قسهما؛ فقال: * (فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين) * (ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها) يعني: ذلك أقرب وأحرى أن تؤدوا الشهادة على وجهها * (أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) يعني: وإن يخافوا رد اليمين بعد يمينهم على المدعين؛ فلا يحلفوا على الكذب؛ خوفا من أن يرد اليمين عليهم، ويكون يمينهم أولى.
* (واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين) قال النخعي، وشريح: الآية منسوخة، وقوله: * (أو آخران من غيركم) لقد كانت شهادة أهل الذمة مقبولة على الوصية ثم نسخ، وقد جوز بعضهم شهادة أهل الذمة في الوصية؛ خاصة من لا يرى نسخ الآية منهم، وقال الحسن: الآية محكمة، وقد حمل قوله: ' أو آخران من غيركم ' على غير قبيلتكم كما بينا.
قوله: * (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا) فإن قال قائل: كيف يقولون: لا علم لنا، وقد علموا ما أجابوا؟ قيل: إن جهنم تزفر زفرة تذهل (بها) عقولهم؛ فيقولون من شدة الفزع: لا علم لنا؛ ثم يرد الله - تعالى - عليهم عقولهم، فيخبرون بالجواب، وقيل: معناه: لا علم لنا إلا العلم الذي أنت أعلم به منا، أو إلا ما علمتنا، وقيل: معناه: لا علم لنا بوجه الحكمة في سؤالك إيانا عن أمر أنت أعلم به منا، وقيل: معناه: لا علم بعاقبة أمرهم، وبما أحدثوا من بعد، وأن أمرهم على ماذا ختم، وعلى هذا دل شيئان: أحدهما: من الآية قوله * (إنك أنت علام الغيوب)، والثاني: ما روى صحيحا عن رسول الله أنه قال: ' يسلك بطائفة من أصحابي ذات الشمال - يعني يوم القيامة - فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي، فيقول الله - تبارك وتعالى -: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول ما قال العبد الصالح: * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»