تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٧٦
* (بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين (106) فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا) * * (فيقسمان بالله إن ارتبتم) يعني: إن وقعت لكم ريبة في قول الحالفين أو الشاهدين يحلفان أنا * (لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى) أي: لا نقول إلا الصدق ولو كان على القريب * (ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين) وإنما قال: شهادة الله؛ لأن الشهادة تكون بأمر الله * (فإن عثر على أنهما استحقا إثما) يعني: فإن اطلع، وأظهر خيانتهما * (فآخران يقومان مقامهما من الذين لستحق عليهم الأوليان) يقرأ هذا على ثلاثة أوجه: أحدها: ' من الذين استحق عليهم الأوليان '. وقرأ (حفص عن عاصم) ' من الذين استحق ' بنصب التاء والحاء * (عليهم الأوليان) وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزة: ' من الذين استحق ' - بضم التاء وكسر الحاء - عليهم الأولين.
فأما معنى القراءة الأولى فقوله: * (استحق عليهم) يعني: استحق فيهم، أو استحق منهم كقوله: * (ولأصلبنكم في جذوع النخل) أي: على جذوع النخل، يعني: الذين وقعت الخيانة في حقهم، وهم أولياء الميت، و * (الأوليان) تثنية: الأولى، والأولى: هو الأقرب، ومعناه: إن عثر على خيانة الحالفين؛ يقوم الأوليان من أولياء الميت؛ فيحلفان، وأما قوله: * (من الذين استحق عليهم) أي حق ووجب فيهم، ومعناه ومعنى القراءة الأولى سواء.
وأما القراءة الثالثة: * (من الذين استحق عليهم الأولين) فهو بدل عن قوله: * (من الذين) أو عن الاسم المضمر تحت قوله: * (عليهم)؛ فيكون المراد به أيضا أولياء الميت ويكون المعنى ما بينا.
(٧٦)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الشهادة (4)، الموت (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»