* (قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين (113) قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين (114) قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين (115) وإذ قال الله يا) * * عليها من الطعام.
* (قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين) نهاهم عن اقتراح الآيات بعد الإيمان، وقيل: أراد به أي: اكتفوا بطعام الأرض عن طعام السماء.
قوله - تعالى: * (قالوا نريد أن نأكل منها) يعني: أكل تبرك لا أكل حاجة * (وتطمئن قلوبنا) أي: يزداد إيمانها، وهو مثل قوله: (* (ولكن ليطمئن قلبي) * ونعلم أن قد صدقتنا) أي: نزداد إيمانا بصدقك، وفي بعض التفاسير: أن عيسى - صلوات الله عليه - كان قد أمرهم أن يصوموا ثلاثين يوما لما سألوه أن يسأل المائدة، قال لهم: صوموا ثلاثين يوما؛ فإذا أفطرتم لا تسألون الله شيئا إلا أعطاكم، ففعلوا ذلك، فلما أعطوا المائدة، عرفوا صدقه؛ فذلك معنى قوله: * (ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين).
قوله - تعالى -: * (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا) قيل: إنه لما أراد سؤال المائدة اغتسل، وصلى ركعتين، فطأطأ رأسه، وغض بصره، وبكى، ثم قال: ' اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ' والعيد: المراد به: يوم السرور لهم * (وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين).
قوله - تعالى -: * (قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) أي: جنس عذاب لم أعذب به أحدا، وقيل: إن ذلك العذاب (أنه) مسخهم خنازير على ما سنبين في القصة.
ثم اختلفوا، قال الحسن، ومجاهد: إن المائدة لم تنزل أصلا، فإن الله - تعالى -