* (يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون (105) يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) * * المنكر؛ فإن قيل منكم؛ فذاك وإن رد عليكم أنفسكم '، [ويرد] هذا ما روى عن أبي أمية الشيباني أنه قال: ' سألت أبا ثعلبة الخشني، فقلت: إن الله - تعالى - يقول: * (عليكم أنفسكم) وقد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: لقد سألت عنها خبيرا، سمعت رسول الله - وقد سئل عن هذه الآية - يقول: مروا بالمعروف وانهو عن المنكر؛ فإذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ي رأي برأيه، فعليك بخويصة نفسك، ودع أمر العامة ' * (إلى الله مرجعكم ميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون).
قوله - تعالى -: * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) سبب نزول الآية: ' أن تميم الداري وعدي (بن بداء)؟ خرجا إلى التجارة، وكانا نصرانيين، ومعهما بديل مولى عمرو بن العاص، وكان مسلما؛ فمرض، وكتب ما معه من المتاع في صحيفة، وألقها بين المتاع، ثم أوصى إلى هذين النصرانيين أن يردا متاعه إلى مولاه إن مات هو، وكان بين المتاع جام [مخوص] بالذهب منقوش به؛ فخانا في ذلك الجام، وأديا سائر المتاع إلى أهله، فوجدوا تلك الصحيفة بين المتاع؛ فطلبوا الجام، فافتقدوه؛ فسألوا عديا، وتميما عن ذلك فأنكرا، وقالا: لا ندري، وحلفا عليه، ثم إن ذلك الجام وجد عند رجل بالمدينة، فسئل الرجل عنه؛ فقال: إنما أعطانيه عدي وتميم؛ فاختصموا إلى النبي؛ فأصر على الإنكار، وحلفا عليه؛ فحلف عمرو بن العاص والمطلب بن أبي