تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٦٦
* (يحب المحسنين (93) يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (94) يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من) * * أصحابه، وكانوا محرمين، كان يدنوا منهم الصيود والوحوش؛ فهموا بالأخذ؛ فنزلت الآية.
* (تناله أيديكم) يعني: في صغار الصيود * (ورماحكم) يعني: من كبار الوحوش، قال مجاهد * (تناله أيديكم) يعني: الفرخ والبيض * (ورماحكم) يعني: الصيود الكبار.
* (ليعلم الله من يخافه بالغيب) قيل: معناه: ليعلم الله من يخافه بالغيب، فيعامله معاملة من يطلب العلم للعمل؛ إظهار للعدل، وقيل: معناه: ليرى من يخافه بالغيب، وقوله: * (من يخافه بالغيب) هو أن يخاف الله وهو لا يراه * (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم).
قوله - تعالى -: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) سبب هذا أن رجلا يقال له: أبو اليسر، شد على حمار وحش؛ فقتله وهو محرم؛ فنزلت الآية * (لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم)، والحرم: يكون من الإحرام، ويكون من دخول الحرم، يقال: أحرم، إذا عقد الإحرام، وأحرم إذا دخل الحرم، ويقال أيضا لمن أدرك الشهر الحرام: محرم.
* (ومن قتله منكم متعمدا) ذكر حالة العمد لبيان الكفارة، فاختلف العلماء، قال سعيد بن جبير: لا تجب كفارة الصيد في قتل الخطأ، بل تختص بالعمد، وبه قال داود.
وسائر العلماء على أنها تجب في الحالين، قال الزهري: على المتعمد بالكتاب، وعلى المخطئ بالسنة.
* (فجزاء مثل ما قتل من النعم) قرأ الأعمش ' فجزاؤه مثل ما قتل من النعم '، والمعروف فيه قراءتان ' فجزاء مثل ' على الإضافة، وقرأ بعضهم ' فجزاء مثل ' بتنوين
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»