تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٣
* (نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (32) إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو) * * يوجب إباحة قتله على ما قاله: ' لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس '.
* (فكأنما قتل الناس جميعا) قال ابن عباس: معناه: من قتل نفسا بغير نفس فقد أوبق نفسه كما إذا قتل الناس جميعا؛ (فقد أوبق نفسه) * (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) أي: ومن امتنع عن قتل واحد من الناس؛ فيكون كأنه أحيا الناس جميعا، وقال قتادة: معناه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا من الإثم، ومن أحياها، أي: تعفف وامتنع عن قتلها، فكأنما أحيا الناس جميعا في الثواب، وقيل: معناه: من قتل نفسا، فكأنما قتل الناس جميعا على معنى أن جميع الناس خصماؤه فيه، ومن أحياها، فكأنما أحيا الناس جميعا، على معنى أنهم يشكرونه، ويحمدونه على العفو، أو ترك القتل.
* (ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون).
قوله - تعالى -: * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض).
قال ابن عباس: الآية في قوم من المشركين، كان بينهم وبين النبي عهد، فنقضوا العهد، وسعوا في الأرض بالفساد، وقال أنس: ' الآية في رهط من عرينة، أتوا النبي ووجوههم مصفرة، وبطونهم منتفخة؛ فبعثهم رسول الله إلى إبل الصدقة؛ ليشربوا من أبوالها، وألبانها، ففعلوا فلما صحوا، قتلوا الراعي، واستاقوا الذود؛ فبعث سول الله في طلبهم، فأدركوهم، فأتي بهم إلى النبي، فقتل بعضهم (وقطع) بعضهم من خلاف وسمل أعين بعضهم، وتركهم في الحرة حتى
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»