تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤
* (بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون (48) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما) * * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم) أي: ليختبركم. * (فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات) فبادروا إلى الخيرات * (إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم في تختلفون).
قوله - تعالى -: * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) قيل: سبب نزول الآية: ' أن قوما من رؤساء اليهود جاءوا إلى النبي وقالوا: يا محمد، لو آمنا بك آمن بك غيرنا، ولنا خصومات بين الناس؛ فاقض لنا عليهم؛ نؤمن بك، ويتبعنا غيرنا '، ولم يكن قصدهم الإيمان به، وإنما قصدوا التلبيس، ودعوته إلى الحكم بالميل؛ فنزلت الآية.
* (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا) فإن أعرضوا * (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) وقيل: معناه: بكل ذنوبهم، فعبر بالبعض عن الكل، وقيل: معناه: يصيبهم ببعض ذنوبهم في الدنيا * (وإن كثيرا من الناس لفاسقون).
وقوله: * (أفحكم الجاهلية يبغون) يقرأ بالياء والتاء ومعناهما واحد يعني أنهم إذا لم يرضوا بحكم الله، وأرادوا خلاف حكم الله، فقد طلبوا حكم الجاهلية، وقرأ الحسن، وقتادة والأعمش، والأعرج: أفحكم الجاهلية بمعنى: الحاكم. يبغون: يطلبون * (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) قوله - تعالى -: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) قيل: نزلت في عبادة بن الصامت، وعبد الله بن أبي سلول
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»