* (عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا (30) إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما (31) ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم) * * وقيل: باجتناب الكبائر، تقع الصغائر مكفرة، ومذهب أهل السنة: أن تكفير الصغائر معلقة بالمشيئة؛ فيجوز أن يعفو الله عن الكبائر، ويأخذ بالصغائر، ويجوز أن يجتنب الرجل الكبائر، فيؤخذ بالصغائر.
* (وندخلكم مدخلا كريما) وتقرأ: ' مدخلا ' - بفتح الميم فالمدخل: الجنة والمدخل بضم الميم: الإدخال، يعني: إدخالا كريما.
قوله تعالى: * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) سبب نزول الآية: ما روى عن أم سلمة، قالت: يا رسول الله: إن الرجال يغزون ولا نغزوا، ولهم ضعف مالنا من الميراث، فلو كنا رجالا غزونا كما غزوا، وأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا؛ فنزل قوله: * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) وقيل: سبب نزول الآية: أن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون النساء؛ فلما نزلت الآية بتوريث النساء، وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، قالت النساء: لو كنا رجالا لأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا، وقال الرجال: كما فضلنا عليكن في الدنيا، نفضل عليكن في الآخرة؛ فنزلت الآية.
قال الفراء: هذا نهي تأديب وتهذيب، وقال غيره: إنه نهي تحريم * (للرجال نصيب مما اكتسبوا) يعني: من الأجر * (وللنساء نصيب مما اكتسبن) يعني: من الأجر، ومعنى الآية: أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وإن فضل الرجال على النساء في الدنيا، فالحسنة بعشر أمثالها يستوي فيها الرجل والمرأة، وقيل: معناه: للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد، وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج، وحفظ الفروج، يعني: إن كان للرجل فضل الجهاد، فللنساء فضل طاعة الأزواج، وحفظ الفروج.