فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون (243) وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم (244) من ذا) * * وثلاثين ألفا وفي رواية ابن جريج: أربعين ألفا، وقال ابن دريد: ألوف، أي: مؤتلفة قلوبهم، والصحيح أن المراد به: العدد كما بينا.
وقوله: * (حذر الموت فقال لهم الله موتوا) أي: أماتهم الله * (ثم أحياهم) هذا [في] قوم من بني إسرائيل هربوا من الطاعون، وقالوا: نذهب إلى أرض ليس بها طاعون، فذهبوا فأماتهم اله تعالى هنالك وبقوا سبعة أيام كذلك، فمر بهم نبي يقال له: حزقيل، فدعا الله تعالى فأحياهم. قال الحسن البصري: أماتهم الله تعالى قبل آجالهم؛ عقوبة لهم، ثم أحياهم ليستوفوا آجالهم.
وفي القصص: أنه بعد ما أحياهم كان يوجد منهم ريح الموت، وكذلك من أولادهم. وقوله تعالى: * (إن الله لذو فضل على الناس) قيل: هو على العموم في حق الكافة في الدنيا، وقيل: هو على الخصوص في حق المؤمنين. وقوله تعالى: * (ولكن أكثر الناس لا يشكرون) أما الكفار فلا يشكرون.
وأما [المؤمنون] فلم يبلغوا غاية الشكر.
قوله تعالى: * (وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم) قيل الخطاب مع الصحابة. والمعنى فيه: أن أولئك القوم لما هربوا من الموت لم ينفعهم الهرب حتى أدركهم الموت، فلا تقعدوا وأنتم عن القتال خوفا من الموت؛ بل جاهدوا وقاتلوا في سبيل الله.
وقيل: الخطاب مع أولئك القوم من بني إسرائيل، فإنهم إنما قعدوا عن القتال؛ فأماتهم الله ثم أحياهم، وأمرهم بالقتال.