تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٥١
* (يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله) * * وقيل: كان من شجر الشمشاذ، وكان ثلاثة أذرع في ذراعين.
وفيه قول آخر: أنه التابوت الذي أنزله الله تعالى على آدم مع الركن، وكان فيه صور الأنبياء.
وقوله: * (فيه سكينة من ربكم) قال علي رضي الله عنه: السكينة لها وجه كوجه الإنسان، وهي بعد ريح هفافة.
وقال ابن عباس: هو طست من ذهب كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، وقيل: هي شيء يشبه الهر له عينان لهما شعاع، وله جناحان من الزمرد والزبرجد، وكانوا إذا سمعوا صوته تيقنوا بالنصر، وكانوا إذا خرجوا بالتابوت إلى الحرب يضعونه قدامهم، فإن سار ساروا، وإن وقف وقفوا.
وقال مجاهد: السكينة آية كانوا يسكنون إليها.
وقوله تعالى: * (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) وذلك عصى موسى، ونعلاه، وعمامة هارون، ورضاض الألواح التي تكسرت، وقفيز من المن الذي أنزل على بني إسرائيل.
وقيل: أراد به التوراة، كانت في التابوت. * (مما ترك آل موسى وآل هارون) يعني: موسى وهارون، ومثله قول الشاعر:
(فلا تبك ميتا بعد ميت أجنه * علي وعباس وآل أبي بكر) أي: دفنه يعني: وأبو بكر.
وقوله تعالى: * (تحمله الملائكة) قال الحسن: كان التابوت مع الملائكة في السماء، فلما تولى طالوت الملك، حملت الملائكة التابوت ووضعوه بينهم.
وقيل: إن العمالقة غلبوا على التابوت، ودفنوه، فأمر الله تعالى الملائكة حتى استخرجوه، وحملوه إليهم.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»