بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم (247) وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن) * * وقوله: * (قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه) أي: كيف يكون له الملك علينا، وليس هو من سبط النبوة، والملك؟
وذلك أن سبط النبوة كان سبط لاوي بن يعقوب، وهو سبط موسى بن عمران، وسبط الملك كان سبط يهوذا، وكان طالوت من سبط بنيامين، ولم يكن سبط ملك و لا نبوة؛ وذلك أنهم كانوا قد عصوا الله معصية عظيمة؛ فنزع الله منهم النبوة والملك وكانوا يسمون سبط الإثم.
وقوله: * (ولم يؤت سعة من المال) لأنه كان سقاء كما بينا.
قوله تعالى: * (قال إن الله اصطفاه عليكم) أي: اختاره عليكم.
وقوله: * (وزاده بسطة في العلم والجسم) أما الزيادة بالجسم: معلوم.
وأما العلم: قيل أراد به علم الحرب وكان طالوت أعلمهم بأمر الحرب وقيل: أراد به علم الدين، والأول أصح.
وقوله: * (والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم) فالواسع: ذو السعة، وهو الذي يعطى عن غني.
وأما العليم: فقيل: العليم والعالم بمعنى واحد، ومنهم من فرق بين العليم والعالم، فقال: العالم: بما كان، والعليم: بما يكون.
قوله تعالى: * (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت) طلبوا منه آية على الملك، فأخبرهم نبيهم بآية ملكه، وذلك إتيان التابوت.
قيل: هو التابوت الذي كان مع موسى وهارون، كانت بنو إسرائيل يخرجون به إلى الغزوات ويستنصرون به.