تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٤٩
* (ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين (246) وقال لهم نبيهم إن الله قد) * * فنقاتل في سبيل الله.
وقوله تعالى: * (قال هل عسيتم) القراءة المعروفة: بفتح السين. وقرئ: ' هل عسيتم ' بكسر السين وهما في المعنى سواء. وبالفتح أصوب.
وقوله: * (إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا) ومعنى الآية: لعلكم أن تجبنوا عن القتال فلا تقاتلوا.
وقوله: * (قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله) أي: ما يمنعنا أن نقاتل في سبيل الله. * (وقد أخرجنا من ديارنا) لأنهم كانوا أخرجوا من بيت المقدس.
* (وأبنائنا) أي: أخرجنا من أبنائنا بالسبي، والسبي فيه مضمر، ومثله قول الشاعر: (ورأيت زوجك في الوغى * متقلدا سيفا ورمحا) أي: وحاملا رمحا.
وقوله تعالى: * (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليهم بالظالمين) وأراد بالقليل: أولئك الذين اقتصروا على الغرفة، وجاوزوا مع طالوت وسيأتي.
قوله تعالى: * (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) قيل: إنه كان سقاء يستسقي على الحمار.
وسمى طالوت؛ لطوله لأنه كان أطول من كل أحد برأسه ومنكبه.
وقيل: كان الرجل منهم إذا رفع يديه وصل إلى رأسه، يعني: رأس طالوت.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»