فوجدناها كلها العظام النخرة، ولم أسمع في شيء منها الناخرة، وكان أبو عمرو يحتج بحجة ثالثة قال: إنما يكون تناخره إلى تنخرها، ولم يفعل، وهما لغتان في قول أكثر أهل اللسان مثل: الطمع والطامع والبخل والباخل والفره والفاره والجذر والجاذر، وفرق بينهما فقالوا: النخرة: البالية، والناخرة: المجوفة التي تمر فيها الريح فتخر أي تصوت.
" * (قالوا) *) يعني المنكرين " * (تلك إذا كرة خاسرة) *) رجعة غابنة قال الله سبحانه: " * (فإنما هي زجرة) *) صيحة ونفخة " * (واحدة فإذا هم بالساهرة) *) يعني وجه الأرض صاروا على ظهر الأرض بعد ما كانوا في جوفها، والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة، قال أئمة أهل اللغة تراهم سموا ذلك بها) لأن فيها نوم الحيوان) سهرهم فوصف بصفة ما فيه، واستدل ابن عباس والمفسرون بقول أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به لهم مقيم أي لهم البر والبحر، وقال امرؤ القيس:
ولاقيتم بعده غبها فضاقت عليكم به الساهرة وقال أبو ذؤيب:
يرتدن ساهرة كأن حميمها وعميمها أسداف ليل مظلم وأخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حمدان قال: حدثنا ابن لمهان قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جهاد عن أبي سنان عن أبي المنية " * (فإذا هم بالساهرة) *) جبل عند البيت المقدس، وروى الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة " * (فإذا هم بالساهرة) *) قال الصقع الذي بين جبل حسان وجبل أريحا يمده الله كيف يشاء، وقال سفيان: هي أرض الشام، وقال قتادة: هي جهنم.
2 (* (هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى * اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى * فأراه الاية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الاعلى * فأخذه الله نكال الاخرة والاولى * إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى * أءنتم أشد خلقا أم السمآء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والارض بعد ذلك دحاها * أخرج منها مآءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعا لكم ولانعامكم * فإذا جآءت الطآمة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى