تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٢٠
" * (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا) *) يعني لا إله إلا الله، وقال مجاهد: هم خلق على صورة بني آدم يأكلون ويشربون، أبو صالح: خلق يشبهون الناس وليسوا، وقال الحسن وقتادة: هم بنو آدم، قال قتادة: وهذا مما كان يكتمه ابن عباس، وروى ابن مجاهد عن ابن عباس قال: الروح خلق من الله وصورهم على صور بني آدم وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح، عطية: هي أرواح الناس يقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد، وقال ابن زيد: كان أبي يقول: هو القرآن وقرأ " * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) *).
" * (يوم يقوم الروح الملائكة صفا) *) قال الشعبي: هما سماطا رب العالمين يوم القيامة سماطا من الروح وسماطا من الملائكة لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا قال: لا إله إلا الله في الدنيا.
" * (ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) *) مرجعا وسبيلا إلى طاعته، " * (إنا أنذرناكم عذابا قريبا) *) يعني القيامة وقيل القتل ببدر.
" * (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) *) قال عبد الله بن عمر: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشرت الدواب والبهائم والوحش ثم يجعل القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها، فإذا فرغ من القصاص قال لها: كوني ترابا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا. قال مجاهد: يقاد يوم القيامة للمنقورة وللمنطوحة من الناطحة، وقال المقاتلان: إن الله سبحانه وتعالى يجمع الوحوش والهوام والطير كل شيء غير الثقلين فيقول: من ربكم فيقولون: الرحمن الرحيم، فيقول لهم الرب تبارك وتعالى بعدما يقضي بينهم حتى يقتص للجماء من القرناء: أنا خلقتكم وسخرتكم لبني آدم وكنتم مطيعين أيام حياتكم فارجعوا إلى الذي كنتم كونوا ترابا فيكونون ترابا، فإذا التفت الكافر إلى شيء صار ترابا يتمنى فيقول: يا ليتني كنت في الدنيا في صورة خنزير رزقي كرزقه وكنت اليوم في الآخرة ترابا. قال عكرمة: بلغني أن السباع والوحوش والبهائم إذا رأين يوم القيامة بني آدم وما هم فيه من الغم والحزن قلن: الحمد لله الذي لم يجعلنا مثلكم فلا جنة نرجو ولا نارا نخاف، وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا محمد بن خالد قال: حدثنا داود بن سليمان قال: حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدثنا جعفر عن عبد الله بن ذكوان أبي الزياد قال: إذا قضي بين الناس وأمر أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن: عودوا ترابا فيعودون ترابا، فعند ذلك يقول الكافر حيث يراهم قد عادوا ترابا: يا ليتني كنت ترابا، وبه قال ليث بن سليم: مؤمنوا الجن يعودون ترابا،
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»