تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٠٠
وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات، قال الملكان اللذان وكلا به يكتبان عمله: قد مات فلان، فيأذن لنا، فنصعد إلى السماء، فيقول الله سبحانه: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحون، فيقولان: نقيم في الأرض. فيقول الله سبحانه: أرضي مملوءة من خلقي يسبحون. فيقولان: فأين؟ فيقول: قوما على قبر عبدي. فكبراني، وهللاني، واكتبا ذلك لعبدي ليوم القيامة).
" * (ما يلفظ) *) يتكلم. " * (من قول إلا لديه) *) عنده " * (رقيب) *) حافظ " * (عتيد) *) حاضر، وهو بمعنى المعتد من قوله: " * (اعتدنا) *) والعرب تعاقب بين (التاء) و (الذال) لقرب مخرجهما، فيقول: اعتددت، وأعذدت، وهرذ، وهرت، وكبذ، وكبت، ونحوهما، قال الشاعر:
لئن كنت مني في العيان مغيبا فذكرك عندي في الفؤاد عتيد " * (وجاءت سكرة الموت بالحق) *) أي وجاءت سكرة الحق بالموت؛ لأن السكرة هي الحق، فأضيفت إلى نفسه لاختلاف الإسمين وقيل: الحق هو الله عز وجل، مجازه وجاء سكرة أمر الله بالموت. أنبأني عقيل، قال: أخبرنا المعافى، قال: أخبرنا جوير. قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل قال: لما كان أبو بكر يقضي، قالت عائشة:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال أبو بكر: يا بنية لا هو لي، ولكنه كما قال الله سبحانه: " * (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) *) أي تكره، عن ابن عباس، وقال الحسن: تهرب. الضحاك: تروغ. عطاء الخراساني: تميل. مقاتل بن حيان: تنكص.
وأصل الحيد الميل، يقال: حدت عن الشيء أحيد حيدا، ومحيدا إذا ملت عنه. قال طرفة:
أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض " * (ونفخ في الصور) *) يعني نفخة البعث. " * (ذلك يوم الوعيد) *) الذي وعده الله سبحانه للكفار يلعنهم فيه. " * (وجاءت) *) ذلك اليوم " * (كل نفس معها سائق) *) يسوقها إلى المحشر " * (وشهيد) *) شهد عليه بما عملت في الدنيا من خير أو شر. وروي أن عثمان بن عفان خطب، وقرأ هذه الآية،
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»