تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٠٢
الصاغرين) *) * * (كل كفار عنيد) *) عاص معرض عن الحق، قال مجاهد وعكرمة: مجانب للحق معاند لله.
" * (مناع للخير) *) أي للزكاة المفروضة، وكل حق واجب في ماله.
" * (معتد) *) ظالم. " * (مريب) *) مشكك، وقال قتادة: شاك ومعناه: إنه داخل في الريب " * (الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديدو النار) *) وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، فأراد بقوله: " * (مناع للخير) *) أنه كان يمنع بني أخيه عن الإسلام، ويقول: لئن دخل أحدكم في دين محمد لا أنفعه بخير ما عشت.
(* (وقال قرينه هاذا ما لدى عتيد * ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد مريب * الذى جعل مع الله إلاها ءاخر فألقياه فى العذاب الشديد * قال قرينه ربنا مآ أطغيته ولاكن كان فى ضلل بعيد * قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدى ومآ أنا بظلام للعبيد * يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد * وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هاذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشى الرحمان بالغيب وجآء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشآءون فيها ولدينا مزيد) *) 2 " * (وقال قرينه) *) يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر العنيد " * (ربنا ما أطغيته) *) ما أضللته، وما أغويته.
وقال القرظي: ما أكرهته على الطغيان. " * (ولكن كان في ضلال بعيد) *) عن الحق فتبرأ شيطانه عنه، وقال ابن عباس، ومقاتل: قال قرينه يعني الملك، وذلك أن الوليد بن المغيرة يقول للملك الذي كان يكتب السيئات: رب إنه أعجلني، فيقول الملك ربنا ما أطغيته، ما أعجلته، وقال سعيد بن جبير: يقول الكافر: رب إن الملك زاد علي في الكتابة، فيقول الملك: ربنا ما أطغيته، يعني ما زدت عليه، وما كتبت إلا ما قال وعمل، فحينئذ يقول الله سبحانه: " * (قال لا تختصموا لدي) *) فقد قضيت ما أنا قاض. " * (وقد قدمت إليكم بالوعيد) *) في القرآن حذرتكم، وأنذرتكم، فلا تبديل لقولي ولوعيدي. قال ابن عباس: إنهم اعتذروا بغير عذر، فأبطل الله حجتهم، ورد عليهم قولهم " * (ما يبدل القول لدي) *) وهو قوله: " * (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) *)، وقال الفراء: معناه ما يكذب عندي لعلمي بالغيب " * (وما أنا بظلام للعبيد) *) فأعاقبهم بغير جرم أو أجزي بالحسن سيئا. " * (يوم نقول لجهنم) *) قرأ قتادة، والأعرج، وشيبة، ونافع (نقول) (بالتاء)، ومثله روى أبو بكر عن عاصم، اعتبارا بقوله، قال: لا تختصموا لدي،
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»