تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١١١
عن هذا القول، أي من أجله وسببه عن الإيمان من صرف، وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون له: إنه ساحر وكاهن ومجنون، فيصرفونه عن الإيمان، وهذا معنى قول مجاهد.
وقد يكون (عن) بمعنى (أجل). أنشد العبسي:
عن ذات أولية أساود ربها وكأن لون الملح فوق شفارها أي من أجل ناقة ذات أوليه.
" * (قتل) *) لعن " * (الخراصون) *) الكذابون.
وقال ابن عباس: المرتابون، وهم المقتسمون الذين اقتسموا عقاب الله، واقتسموا القول في النبي صلى الله عليه وسلم ليصرفوا الناس عن دين الإسلام.
وقال مجاهد: الكهنة.
" * (الذين هم في غمرة) *): شبهة وغفلة " * (ساهون) *): لاهون.
" * (يسألونك أيان يوم الدين) *) متى يوم القيامة استهزاء منهم بذلك وتكذيبا.
قال الله سبحانه وتعالى: " * (يوم هم) *) أي يكون هذا الجزاء في يوم هم " * (على النار يفتنون) *) يعذبون ويحرقون وينضجون بالنار كما يفتن الذهب بالنار. ومجازه بكلمة (على) ههنا: أنهم موقوفون على النار، وقيل: هو بمعنى الباء.
ويقول لهم الخزنة: " * (ذوقوا فتنتكم هذا) *) ولم يقل هذه؛ لأن الفتنة هاهنا بمعنى العذاب، فرد الإشارة إلى المعنى * (الذي كنتم به تستعجلون) * * (إن المتقين في جنان وعيون آخذين ما آتاهم ربهم) *) من الثواب وأنواع الكرامات.
وقال سعيد بن جبير: تعني آخذين بما أمرهم ربهم، عاملين بالفرائض التي أوجبها عليهم.
" * (إنهم كانوا قبل ذلك) *) قبل دخولهم الجنة " * (محسنين) *) في الدنيا، وقيل: قبل نزول الفرائض محسنين في أعمالهم.
" * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) *) اختلف العلماء في حكم (ما)، فجعله بعضهم جحدا، وقال: تمام الكلام عند قوله: " * (كانوا قليلا) *) أي كانوا قليلا من الناس، ثم ابتدأ " * (ما يهجعون) *) أي لا ينامون بالليل، بل يقومون للصلاة والعبادة، وجعله بعضهم بمعنى (الذي)، والكلام متصل
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»