تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٤٥
جابر: لو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة، وقال: بايعنا رسول الله تحت السمرة على الموت على أن لا نفر، فما نكث أحد منا البيعة، إلا جد بن قيس وكان منافقا، اختبأ تحت أبط بعيره، ولم يسر مع القوم. " * (يد الله فوق أيديهم) *) قال ابن عباس: " * (يد الله) *) بالوفاء لما وعدهم من الخير " * (فوق أيديهم) *) بالوفاء.
وقال السدي: " * (يد الله فوق أيديهم) *) وذلك إنهم كانوا يأخذون بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه، و " * (يد الله فوق أيديهم) *) عند المبايعة.
وقال الكلبي: معناه نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة، وقال ابن كيسان: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم.
" * (فمن نكث) *) يعني البيعة " * (فإنما ينكث على نفسه) *) عليه وباله " * (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه) *) قرأ أهل العراق (بالياء)، وغيرهم (بالنون).
" * (أجرا عظيما) *) وهو الجنة " * (سيقول لك المخلفون من الأعراب) *) قال ابن عباس ومجاهد: يعني أعراب غفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع، وأسلم، والديك، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمرا استنفر من حول المدينة من الأعراب، وأهل البوادي ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب ويصدوه عن البيت، وأحرم هو صلى الله عليه وسلم وساق معه الهدي ليعلم الناس أنه لا يريد حربا، فتثاقل عنه كثير من الأعراب، وقالوا: نذهب معه إلى قوم، قد جاؤوه، فقتلوا أصحابه، فنقاتلهم، فتخلفوا عنه. واعتلوا بالشغل، فأنزل الله تعالى: " * (سيقول لك المخلفون من الأعراب) *) الذين خلفهم الله عن صحبتك، وخدمتك في حجتك، وعمرتك إذا انصرفت إليهم، فعاتبتهم على التخلف عنك.
" * (شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا) *) ثم كذبهم في اعتذارهم واستغفارهم وأخبر عن إسرارهم وإضمارهم، فقال: " * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا) *) قرأ حمزة والكسائي وخلف بضم (الضادد والباقون بالفتح، واختاره أبو عبيد، وأبو حاتم، قالا: لأنه قابله بالنفع ضد الضر.
" * (أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء) *) وذلك بأنهم قالوا: إن محمدا وأصحابه أكلة رأس فلا يرجعون، فأين تذهبون؟ انتظروا ما يكون من أمرهم.
" * (وكنتم قوما بورا) *) هالكين، فاسدين، لا تصلحون لشيء من الخير. " * (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ولله ملك السماوات والارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما سيقول المخلفون) *) عن الحديبية " * (إذا انطلقتم إلى مغانم) *) يعني غنائم خيبر " * (لتأخذوها ذرونا نتبعكم) *) إلى خيبر فنشهد معكم، فقال أهلها: " * (يريدون أن يبدلوا
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»